لم يعد العجز الجنسي عيباً ولا حرجاً

يتحمل، ودون تبرير، الكثير من الأزواج المعاناة الناتجة عن شعورهم بالعجز الجنسي، خاصة إذا كانوا شباباً، لارتباط العجز الجنسي في أذهان البعض بمرحلة الشيخوخة، واعتقاد الكثيرين أن هذه المشكلة لا تحدث للشباب. وإن حدثت فهي تقلل من الرجولة، وتمس أهم وأغلى ما يملك. ولذلك يلتزم الشباب الصمت، ويتحمل المعاناة، ويبقى الموضوع على الكتمان. ويكون السبب في ذلك عادة هو الشعور بالحرج في مناقشة هذه المشكلة مع الطبيب، وكذلك التردد وعدم الراحة في طلب المساعدة في هذا الموضوع من أي شخص كان. ويصاحب ذلك شعور بالذنب والإحباط.

وقد ينتهي الأمر من هذه المعاناة بإنهاء العلاقة الزوجية، وإن استمرت ترافقها معاناة أكبر تمتد آثارها النفسية والاجتماعية إلى العلاقة في العمل، ومع الأصدقاء فيتأثر الإنتاج، وتتحول الحياة جحيماً.

ومن المعلوم طبياً أن جميع أعضاء الجسم ما عدا العضو الذكري، يدخل إليها دم كثير محمل بالأكسجين، والمواد الغذائية، فيأخذ منها العضو ما يكفيه، ويترك الباقي ليخرج مرة ثانية إلى الدورة الدموية من جديد، فيكون تركيز الأكسجين داخل الدم في الأعضاء عالياً، وبدرجة كافية للتغذية. أما بالنسبة للعضو الذكري فالحال تختلف تماماً، فإنه في حالة عدم الانتصاب (وهو ما يكون غالب الوقت) لا تدخله إلا كمية دم قليلة جداً، والسبب أنه لو دخله دم كثير، فسوف يحدث انتصاب متواصل طوال اليوم. لذلك فإن كمية الدم الداخلة للذكر في الظروف العادية قليلة جداً، وتركيز الأكسجين قليل جداً، أغلب فترات اليوم، فلو ظل على وضعه فسوف يؤدي ذلك إلى ضعف الذكر وفشله في أداء وظيفته. لذلك كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن هيأ للرجل فترات من الانتصاب أثناء النوم تتراوح من ساعة إلى ثلاث ساعات يدخل الدم أثناءها للعضو بكميات كبيرة ليعوض نقص الأكسجين الموجود في العضو طوال اليوم وليجدد الأنسجة الذكرية ويبقى حيويتها. إن هذا الانتصاب الليلي يحدث منذ مرحلة الطفولة، وغياب هذا الانتصاب الليلي معناه وجود مرض في الأعصاب المغذية، ويؤدي إلى الفشل النهائي للعضو الذكري، وهذا ما لاحظناه من دراساتنا وأبحاثنا في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *