كثير من النساء في مجتمعاتنا لا يعرفن إلا الشيء البسيط عن الاياس (سن اليأس)

:مسبباته وعلاجه

هذا نص مبسط لفهم ما يحدث في هذه المرحلة من مراحل حياة المرأة والتي تحدث في توقيت معين من حياتها خلافاً للذكور.

 المرأة لها توقيت معين مع زمن محدد للإنجاب وتبدأ ساعة المسيرة عند سن البلوغ حتى تتوقف عند سن انقطاع الطمث.

متوسط هذا السن هو 51 سنة وهذا السن لم يتغير منذ قرون، في الماضي كان متوسط عمر المرأة المتوقع 50-55 سنة أما اليوم فهو 75-80 سنة بحيث تعيش المرأة الآن ما يقارب ثلث عمرها بعد انقطاع الطمث.

سبب توقف الدورة الشهرية الطبيعي هو هرموني أساساً حيث أن الهرمون الأنثوي المسؤول الأستروجين (Estrogen) ينخفض مستواه وهذا الانخفاض يرجع إلى نضوب البصيلات في مخزن المبايض .

عندما يكون عمر الجنين الأنثى 25 أسبوعاً يكون هناك تقريباً 3-4 ملايين بصيلة في المبيض، عند الولادة نجد أن العدد انخفض إلى 1-2 مليون وفي سن البلوغ يصبح حوالي 400.000 (ويعرف باحتياطي المبايض).

هذا الانخفاض المستمر في العدد برجع إلى الانضمار (Atresia)  والسبب غير معروف حالياً.

بين سن البلوغ (2/1. 10 – 2/1. 11 سنة) وسن انقطاع الدورة سيحصل حوالي 400 دورة شهرية ونضوج بويضة واحدة خلال كل دورة ويتم تدمير ما يقارب 1000 بصيلة وهذا يعني تكوين حوالي 400 بويضة فقط أثناء كل مرحلة الإنجاب.

عند نضوب المخزون ينخفض مستوى الاستروجين وانخفاض هذا الهرمون هو سبب الأعراض المزعجة:
كالهبات الساخنة، احمرار الوجه والصدر، التعرق، مشاكل النوم، تقلب المزاج، الإحباط، والاكتئاب، مما يجعل حياة المرأة اليومية بائسة وغالباً أسرتها غير مدركين لسبب تغيراتها السلوكية.

قبل اكتشاف الاستروجين في النصف الأول من القرن الماضي كانت تلك العوارض تصنّف بأنها نفسيه من قبل الطب وقد أعطيت تفسيرات نظرية كالشعور بانتهاء مرحلة الصبا وبداية مراحل الشيخوخة أو الشعور بالفراغ في هذا الوقت عندما يغادر الأبناء المنزل العائلي (Empty Nest Syndrome)  (العش المهجور)…. الخ

في الستينيات من القرن الماضي ومع اكتشاف السبب وقدرة انتاج الاستروجين مخبرياً وإدخاله في السوق كدواء وخلطه بمستحضرات التجميل للنضارة والتسويق له “الصبا مدى الحياة”

كان الأثر الذي أدى إلى شبه المعجزة في حياة النساء.

للأسف الشديد لم تكن السنوات التالية سلسة بسبب العقبات الطبية والمضخمة على مدى العشرين سنة الماضية.

قصة الهرمونات البديلة وفوائدها ستكون موضوع نصحي القادم

                                                                           د. جون شلهوب

                                                            استشاري أول أمراض النساء والولادة والعقم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *